ولد الفنان يونس ميلودي بمدينة وجدة سنة 1993، التي ترعرع وتلقى تعليمه بها، إلى أن حصل على شهادة البكالوريا سنة 2012 في شعبة الفنون التطبيقية، لينتقل بعد ذلك إلى مدينة الدار البيضاء، لمتابعة تعليمه في المدرسة العليا للفنون الجميلة، وحصل سنة 2016 على دبلوم في التصميم الداخلي.
وبعد إنهاء دراسته، قام بتدريب داخل شركة السيارات "طويوطا" حول مشروع فني أعدته الشركة، لكن بعد انتهاء فترة التدريب، لم يعد يفكر في التقدم لطلب وظيفة، وقرر بدل ذلك بحسب ما حكى لموقع يابلادي "التركيز على مشروع انطلقت فكرته سنة 2012 خلال سنوات دراستي بالمدرسة العليا للفنون الجميلة"، وأوضح أن المشروع الذي أراد تطويره، جاءت فكرته خلال إحدى الورشات التي نظمتها المؤسسة التي كان يدرس بها.
فبعد تكليفهم بالاعتماد على المتلاشيات في القيام بعمل فني، اختار العمل على أشرطة الموسيقى القديمة، والتي أصبحت شبه نادرة إثر التطور التكنولوجي، الذي هم أيضا عالم الموسيقى منذ بداية سنوات الألفية الثالثة.
"قمت باختيار الكاسيط بعد بحث مطول حول الأشياء التي استغنى عنها المغاربة، أردت إحياء هذا الرمز الموسيقي، وأيضا إحياء علاقة جديدة بين الانسان والفن عن طريق هذه الأشرطة التي تعود بنا إلى الزمن الجميل"
ويقوم يونس ميلودي بجمع هذه الأشرطة، إما بشرائها من الأسواق الشعبية أو عن طريق الحصول عليها من طرف أصدقائه ومعارفه، وفي بعض الأحيان من طرف بعض رواد مواقع التواصل الاجتماعي الذين يتابعون أعماله.
وفي سنة 2017 ستككل جهوده بتنظيم أول معرض له برواق الفنون بشارع مولاي الحسن بوجدة، اختار له عنوان "كاسيطا 48"، حيث قدم عدة لوحات استعان فيها بـ"الكاسيط".
وتحدث عن المعرض قائلا "اشتغلت على 20 فنانا ينحدرون من الجهة الشرقية، كحميد بوشناق والدوزي وميمون الوجدي وغيرهم (...) راودتني فكرة القيام بنفس المعرض في جهات مختلفة من المملكة ورسم بورتريهات لفنانين يمثلون كل جهة". ويتطلب المشروع الذي يفكر فيه يونس، جهدا وإمكانيات كبيرة، علما أنه لا يتلق أي دعم من أي جهة.
وفي سنة 2019 قام بتنظيم ثاني معرض له في "موروكو مول" بالدار البيضاء، احتفاء بالنساء المغربيات الرائدات في مختلف المجالات، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، وفي تجربة ثالثة، قام يونس ميلودي بعرض أعماله في مطعم بمدينة الدار البيضاء.
وبعدما تمكن من أن يصنع لنفسه اسما في المجال الفني، قام بإطلاق مشروع جديد يحمل عنوان "كاسيطا VHS"، وقام بتنظيم معرض آخر بمسرح محمد السادس بوجدة، بالموازاة مع فعاليات الدورة الثامنة للمهرجان المغاربي للفيلم.
"قمت برسم بورتريهات لمجموعة من رموز الفن من شمال إفريقيا، كالفنان المغربي الراحل محمد البسطاوي ومحمد الدخيسي، والمخرج كمال كمال، والممثل المصري شريف منير، والمخرج الجزائري رشيد بوشارب والممثلة التونسية فاطمة بن سعيدان".
وفي شتنبر من هذه السنة، قام يونس بالمشاركة في معرض بمدينة بنجرير نظمه معهد "IRESEN" المتخصص في الأبحاث الطاقية وتطوير مجالي الطاقة الشمسية والطاقات الجديدة، وقال "اشتغلت على مشروع يتعلق بإفريقيا، وأطلقت عليه اسم "أفرو كاسيطا" يجمع بين رموز طبعت التاريخ الافريقي في مجالات مختلفة باستخدام الأشرطة الصوتية والبصرية معا".
وأكد يونس ميلودي أنه تلقى عروضا كثيرة للمشاركة في مجموعة من المسابقات الفنية، إلا أنه يرفض ذلك لأنه في نظره "لا يمكن أن يكون هناك تمييز بين الفنانين"، فبالنسبة له كل شخص مبدع بطريقته الخاصة.